هذا ما فعله مدرب منتخب الجزائر مباشرة بعد وصوله للمغرب لحضور قرعة كان 2025 .
ما زال النظام الجزائري يستغل الرياضة، وتحديدًا كرة القدم، كأداة لمواصلة تصرفاته الاستفزازية تجاه المملكة المغربية ، وفي الوقت الذي يُفترض فيه أن تكون الجارة الجزائر أول المهنئين لجارتها عند تحقيقه أي إنجاز أو مناسبة مهمة، يصر النظام الجزائري على التصرف بعكس ذلك، مما جعله مادة للسخرية أمام العالم.
تناقض واضح في المواقف .
على سبيل المثال، كان الملك محمد السادس أول من هنّأ الجزائر وشعبها عندما تمكن منتخب الجزائر من تتويج بلقب كأس أمم إفريقيا عام 2019 .
في خطوة تجسّد الروح الأخوية بين البلدين بدون مبادلة تلك عواطف ، وفي المقابل، يواصل النظام الجزائري تجاهل تهنئة المغرب بعد فوزه بشرف تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025، بل استغل هذا الحدث لمواصلة ممارساته الاستفزازية.
آخر هاته التصرفات جاءت من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، التي تجنبت ذكر اسم “المغرب” في الإعلان عن مجموعات المنتخب الجزائري في البطولة أو حضور مبعوث رفيع المستوى من الإتحادية ، وبدلًا من الإشارة إلى “كأس أمم إفريقيا المغرب 2025″، اكتفت بعبارة “كأس أمم إفريقيا 2025″، في خطوة تعكس العقلية الضيقة التي يدير بها النظام الجزائري أموره .
وفي لقطة مثيرة للجدل رصدتها عدسات المصورين ، هيا لمدرب الجزائر وهيا يتهرب من حديث أمام منابر الإعلامية مغربية ، في الإشارة إلى أن توصية الإتحادية الجزائرية لمدربهم بيتكوفيتش هيا عدم الحديث لوسائل الإعلام بالمغرب.
رسائل المغرب الإيجابية تقابل بالتصعيد
المغرب، وعلى رأسه الملك محمد السادس، يواصل إرسال رسائل إيجابية للجزائر، داعيًا إلى تحسين العلاقات وتجاوز الخلافات. رغم ذلك، يستمر النظام الجزائري في النفخ على نار التوتر، متمسكًا بسياسات قديمة تُعيق أي فرصة للتقارب.
أحدث هذه الرسائل كانت خلال كلمة فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أثناء قرعة كأس أمم إفريقيا 2025 التي جرت بالرباط. ركز لقجع في كلمته على القيم الإنسانية المشتركة، ودعا إلى تعزيز السلم والمحبة بدل الصراعات، مؤكدًا أن الرياضة يجب أن تكون منصة لنشر السعادة وليس الخلافات.
تصرفات تعكس الضعف
بدلًا من التقاط الإشارات الإيجابية المغربية، خرجت الاتحادية الجزائرية بممارسات توضح صغر التفكير السياسي والإداري، ليس فقط بتجاهل ذكر اسم المغرب، بل أيضًا بتحريض مدرب المنتخب الجزائري، بيتكوفيتش، على عدم التفاعل مع الإعلام المغربي بعد القرعة، في مشهد يفتقر إلى الروح الرياضية.
المغرب يلعب دور الكبار
في الوقت الذي يواصل فيه النظام الجزائري إغلاق الأبواب وتعميق الخلافات، يثبت المغرب مرة أخرى نضجه السياسي وحسن نيته تجاه الجارة الشرقية. ورغم كل محاولات النظام الجزائري لإبقاء العلاقات متشنجة، يظل المغرب حريصًا على مد يد السلام وخلق أرضية للتعاون لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.
هذه التصرفات الجزائرية تجاه المغرب، خصوصًا في المجال الرياضي، تعكس أزمة داخلية وسياسة هروب للأمام يتبعها النظام الجزائري. في المقابل، يظل المغرب نموذجًا للنضج والتسامح، متمسكًا بخيار الحوار كطريق لبناء مستقبل أفضل للمنطقة.